رحلة عُمان نحو مدارس أذكى: بناء منظومة تعليمية وطنية

عندما وضعت سلطنة عُمان رؤيتها الطموحة عُمان 2040، كان التعليم في صميم هذه الرؤية. لكن الفصول الدراسية كانت تواجه تحديات حقيقية: أنظمة متفرقة، ضعف الاتصال بالإنترنت في المناطق البعيدة، وفجوات في تكافؤ الفرص بين الطلاب. كانت وزارة التربية والتعليم بحاجة إلى إعادة ابتكار التعليم، لا مجرد رقمنته. ومن هنا جاءت نور، المنظومة الوطنية للتعلّم الذكي، بالشراكة مع كلاسيرا.

التحدي: تحقيق المساواة في بيئة متنوعة

تخدم مدارس عُمان طلاباً من المدن المزدحمة وحتى المناطق النائية في الصحراء. لم يكن الاتصال دائماً موثوقاً، وكان المعلمون يضطرون للتعامل مع أدوات متعددة لا تعمل بانسجام. أما أولياء الأمور فكانت لديهم رؤية محدودة عن تقدم أبنائهم.

في الوقت نفسه، كانت رؤية 2040 تتطلب جيلاً مستعداً للمستقبل، يمتلك المهارات الرقمية والإبداعية والتفكير النقدي. أدركت الوزارة أن الحل لا يمكن أن يكون ترقيعياً، بل لا بد من منظومة موحدة على مستوى الوطن تجمع جميع المدارس تحت سقف واحد.

 

الحل: نور، نظام إدارة التعلّم الوطني

أُطلق مشروع نور بالشراكة مع كلاسيرا ليكون أول نظام إدارة تعلّم موحد في عُمان، مبني على سحابة مايكروسوفت أزور، ومصمم للتوسع والشمولية والتوافق الثقافي.

لكن نور أكبر من مجرد منصة؛ إنه منظومة متكاملة تضم:

  • سي انسباير للتحفيز بالتلعيب.
  • سي رياليتي لدروس الواقع المعزز.
  • اديومولز  للمحتوى والموارد الرقمية.
  • سي باي  لمدفوعات سلسة للمدارس.

الأهم أن الوزارة استثمرت في تدريب المعلمين وحملات التوعية لضمان أن المنظومة ليست مجرد إطلاق تقني، بل اعتماد حقيقي وفعّال.

 

من تجربة تجريبية إلى أثر وطني

المرحلة الأولى انطلقت في 141 مدرسة بـ 4 محافظات، شملت أكثر من 122,000 طالب و8,000 معلم. بلغت معدلات التبني %94 للمعلمين و%82 إجمالي تسجيل الدخول.

مع هذا النجاح، جاء التوسع.

المرحلة الثانية شملت 578 مدرسة في 11 محافظة، مع أكثر من 421,000 طالب و30,000 معلم. أعد المعلمون 1.3 مليون درس، وقدم الطلاب أكثر من 343,000 مهمة رقمية. بلغت نسبة اعتماد المعلمين %96 بينما ارتفعت معدلات دخول الطلاب تدريجياً.

الآن، المرحلة الثالثة قيد التنفيذ، حيث ستضيف 730 مدرسة جديدة، تغطي %60 من المدارس المتبقية في عُمان. ولضمان الاستدامة، تم دمج فرق إدارة التغيير مع فرق متابعة المشروع تحت هيكل واحد في كل محافظة.

"نور ليس مجرد منصة – إنه حركة تغيّر الطريقة التي يعيش بها الطلاب والمعلمون وأولياء الأمور تجربة التعليم في عُمان."

 

تفاعل يتجاوز حدود الصف

نور لم يُستخدم للأكاديميات فقط. ففي اليوم الوطني الرابع والخمسين لعُمان، أطلقت الوزارة بالشراكة مع كلاسيرا مسابقة رقمية وطنية عبر المنصة. آلاف الطلاب شاركوا برسومات ورسائل وفيديوهات عبّرت عن فخرهم بعُمان.

وقد أثبتت المبادرة أن المنصات الرقمية قادرة على ربط التعلّم بالثقافة والقيم والهوية الوطنية.

 

نتائج ملموسة

منذ إطلاقه، حقق نور:

  • وصوله إلى أكثر من 421,000 طالب و30,000 معلم و340,000 ولي أمر.
  • دعم أكثر من 1.3 مليون درس مُعد وما يقارب 500,000 مشاهدة محتوى.
  • زيادة ملحوظة في تفاعل الطلاب عبر التلعيب والأنشطة الرقمية.
  • تأسيس منظومة تعليمية وطنية أصبحت نموذجاً يُحتذى به إقليمياً في تكنولوجيا التعليم.

 

نظرة إلى المستقبل

مشروع نور ليس سوى البداية. وزارة التربية وكلاسيرا تعملان بالفعل على:

  • توسيع نطاق التعلّم التكيفي بالذكاء الاصطناعي.
  • إدخال برامج إثرائية جديدة وشهادات رقمية.
  • مواءمة كل صف دراسي مع أهداف رؤية عُمان 2040 في الابتكار والشمولية والتنافسية.

مستقبل التعليم في عُمان أصبح أكثر ذكاءً، وأكثر اتصالاً، ومصمماً ليستمر.

Let’s Discuss How Classera Can Support Your Goals

Contact Us

احجز تجربتك المجانية الآن